من مواعظ مولانا الشيخ أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه – ترك شهوات النفس ومراعاة الشرع
يقول المرشد الكامل سيدي أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه :
“شرط الفقير أنه لا يعلق نظره بملبوسات الخلق وغيرها، فإنه إن علقه بذلك التبس عليه الأمر،
وكلما اختلط الفقير بالخلق ظهرت عيوبه،
أي أخي لا تنظر إلى عيوب الخلق فان نظرت أظهر الله فيك جميع العيوب،
وإن كان فيك عيب لا تنحرف عن الطريق المستقيم،
ولا تراعِ هوى النفس وشهواتها بل راع التقوى وأنواع الطاعة وملازمة السنة والجماعة،
وإذا جلست بالخلوة فاحذر الوسواس،
وصفّ خواطرك من الكدورات والرعونات البشرية،
وإذا صدر من أخيك عيب فاصفح عنه الصفح الجميل واستر الستر الجليل،
وعامل عباد الله بالصلاح والنصح والتقوى،
وعظم أهل الخشوع والمراقبة،
ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق،
فداره كي يعطيك حقك أو أن تعطيه حقه،
بل إذا كان لك حق عند أحد فسامحه يُعطيك الله ويعوّض عليك، وكن مع الخلق بالأدب، وعليك تركَ الدني ومخالفة النفس،
والحذر من الهوى والهوس فإنّهما أكبر أعدائك، واعلم أن التوفيق في جميع الأحوال إنّما هو من الله سبحانه وتعالى”.
ويقول أيضا: “ومما ينبغي أن يجعل المرء نفسه قائلا بالنصائح والمواعظ، ويكون متلبس بأفعال المعروف ممتثلا للأوامر والنواهي، واقفًا مع الحق وطريق الشرع،
حتى اذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قُبِلَ منه وامتُثلَ له،
وكان لأمره تأثير في نفس المأمور ولنهيه وإلا فلا يُقبل منه ذلك ولا يُسمع ما يقول وكان من العظيم عليه قوله تعالى:
{يَأيُّّها الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفعَلونَ(2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ(3)} [سورة الصف]
ولهذا كانت قلوب الصالحين مهبط الأنوار،
وان لم يكن القلب منورًا بنور العبادة والطاعة وأفعال الخيرات كان مهبطَ الشيطان ويلقي صاحبه في ظلم الباطل ويجره إلى الشقاوة، فنعوذ بالله من ذلك”.